خلق الله آدم من تراب الأرض ونفخ فيه نسمة الحياة، فوضعه في جنة عدن ليعتني بها ويتمتع بكل خيراتها. خلق معه حواء لتكون شريكته في الحياة.
عاش آدم وحواء في سلام مع الله في جنة عدن، حيث كانت لهما حرية الأكل من جميع الأشجار ما عدا شجرة معرفة الخير والشر. هذه الشجرة كانت تمثل الطاعة لله وحدوده الموضوعة للإنسان
قامت الحية بإغواء حواء لتأكل من الثمرة المحرمة، وبذلك عصت أمر الله. قامت حواء بدورها بإعطاء آدم من الثمرة، فأكل منها هو أيضًا. هذا العصيان جلب الخطية إلى العالم.
بسبب هذا العصيان، طُرد آدم وحواء من جنة عدن وبدأت الحياة الصعبة خارجها. كما دخلت الخطية والموت إلى العالم، مما أثر على كل البشرية من بعدهم.
قصة آدم تُظهر حاجة البشرية إلى الخلاص والعودة إلى العلاقة الصحيحة مع الله، وهو ما يتحقق من خلال الإيمان بيسوع المسيح.
سقوط البشرية في الخطيئة يمثل البداية لكن الله قدم فرصًا للتوبة والمصالحة.
الله في محبته ورحمته قدم لنا فرصة للتوبة والمصالحة من خلال يسوع المسيح. هذه الفرصة تتمثل في قبول الإنسان للخلاص الذي قدمه يسوع على الصليب. عندما نقبل يسوع كمخلص ونؤمن بعمله الكفاري، يمكننا أن نحصل على غفران الخطايا ونعود إلى علاقة سليمة مع الله.
الخلاص الذي قدمه يسوع المسيح هو جوهر الرسالة المسيحية ويمثل التحول الجوهري في علاقة الإنسان بالله. يأتي الخلاص كنتيجة لعمل يسوع الكفاري على الصليب وقيامته من الموت، مما يفتح الباب أمام البشرية للمصالحة مع الله.
مكونات الخلاص المسيحي
التكفير عن الخطايا: قبول المسيح كمخلص يعني أن خطايانا تُغفر من خلال دمه المسفوك على الصليب.
التبرير: نحن نُعلن أبرارًا أمام الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح، وهو ما يُعرف بالتبرير بالإيمان.
الولادة الجديدة: الروح القدس يعمل في حياتنا ليولدنا من جديد، مما يؤدي إلى تحول حياتنا وتجديدها.
في يوحنا 3:16 نجد أن الله أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد ليعطي الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. هذا هو جوهر الخلاص الذي يقدمه المسيح للبشرية.
موت المسيح على الصليب كان أمرًا ضروريًا لتحقيق الخلاص للإنسان بسبب طبيعة الخطيئة وعدالة الله. لفهم هذا الجانب، يجب النظر في عدة نقاط رئيسية توضح هذه الضرورة:
طبيعة الخطيئة وعدالة الله
الخطيئة تفصل الإنسان عن الله: الخطيئة تسبب انفصالًا بين الإنسان والله، حيث أن الله قدوس وعادل ولا يمكنه التغاضي عن الخطيئة.
العدل الإلهي يتطلب عقوبة: بحسب عدالة الله، يجب أن تُعاقب الخطيئة، والموت الروحي والأبدي هو العقوبة المستحقة للخطايا البشرية.
المسيح كفّارة بديلة: موت المسيح كان موتًا بديلاً، حيث أخذ على نفسه عقوبة خطايانا، مما يسمح لنا بالحصول على الغفران من خلال الإيمان به. هذه الفكرة مبنية على مفهوم العهد القديم للتكفير بالدم.
قيامة المسيح من الموت كانت تأكيدًا على انتصاره على الخطية والموت، مما يفتح الباب أمام الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. القيامة تثبت أن المسيح كان بلا خطيئة، وأن موته كان فعّالًا في تحقيق الخلاص.
كما يوضح رومية 4:25، المسيح "أُسلم لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا"، مما يبرز الرابط الوثيق بين الصليب والقيامة في تحقيق الخلاص.
مجيء يسوع للعالم كان ليمنح الخلاص للبشر. موته وقيامته كانا الوسيلة التي استطاع بها أن يفدي البشرية من الخطايا ويفتح الباب للعيش مع الله إلى الأبد.
هدف التجسد هو تحقيق الخلاص للبشرية. بموته على الصليب وقيامته، فتح يسوع الطريق للعلاقة مع الله، حيث أصبح الوسيط بين الله والإنسان.
من خلال حياته وتعاليمه، أظهر يسوع كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياة تتماشى مع إرادة الله. كان تجسده وسيلة ليعيش بين الناس ويعلمهم مباشرةً.
بالتجسد، مر يسوع بتجارب البشر ومعاناتهم، مما يجعله قادراً على التفاهم مع ضعفهم ومساعدتهم في مجابهة صعوبات الحياة.