هل المسيح بجسده في السماء؟ ولماذا؟
نعم، يُؤمن المسيحيّون أن يسوع المسيح قد صعد إلى السماء بجسده بعد قيامته من الأموات وهو الآن جالس عن يمين الله الآب. هذا ليس مجرد حدث تاريخي بل له دلالة روحية ولاهوتية كبيرة في الإيمان المسيحي.
أهمية صعود المسيح
الصعود له قيمة روحية كبيرة ويُعبر عن أن يسوع المسيح لم يكن مجرد بشر عادي بل له طبيعة إلهية. صعود المسيح بجسده يشير إلى أن جسده قد تمجّد، وهو ما يؤكد على القيامة والحياة الأبدية التي وعد بها المؤمنين.
الشهادة للقيامة: الصعود بجسده هو تأكيد لقيامة يسوع المسيح من بين الأموات، وهي أحد أسس الإيمان المسيحي.
الوسيط بين الله والإنسان: يسوع المسيح هو الوسيط بين الله والإنسان، ووجوده بجسده في السماء يعكس دوره المستمر في الشفاعة والتوسط لأجل المؤمنين.
الوعد بالعودة: الصعود يشير أيضًا إلى وعد يسوع بالعودة في نهاية الأزمنة، وهو يشكل جزءًا من الرجاء المسيحي في الخلاص النهائي.
فهم دور يسوع كرئيس كهنة في السماء
دور يسوع المسيح كرئيس كهنة في السماء هو مفهوم محوري في الإيمان المسيحي، حيث يقوم يسوع بدور الشفيع والوسيط بين الله والإنسان. هذا الدور مستمد من التقليد الكهنوتي اليهودي، حيث كان رئيس الكهنة يدخل إلى قدس الأقداس مرة واحدة في السنة لتقديم ذبيحة عن خطايا الشعب.
دور الشفاعة
يسوع، بصفته رئيس كهنة، يشفع للمؤمنين أمام الله. هو الوسيط الذي يقدم تضحيات دائمة بواسطة دمه الخاص، بدلًا من تقديم ذبائح الحيوانات كما كان يُعمل في العهد القديم. هذا يُعبر عنه بوضوح في رسالة العبرانيين:
"لأنّه واحد التّحمّل، ومقدّم منه تقديم واحد لأجل الخطايا، جلس إلى الأبد في يمين الله" (عبرانيين 10:12).
الكفارة الدائمة
على العكس من رؤساء الكهنة السابقين، تضحية يسوع هي كاملة ودائمة، مما يعني أن لم يعد هناك حاجة لتضحيات متكررة. كفارته هي أبدية وكافية لجميع الخطايا.
التواصل المباشر مع الله
بصفته رئيس كهنة، يتيح يسوع للمؤمنين التواصل المباشر مع الله بدون وسطاء آخرين. هذا يشير إلى العلاقة الشخصية بين المؤمن والله، حيث يمكن لأي مؤمن أن يأتي بثقة إلى عرش النعمة.
هذه الأمور تجعل من دور يسوع كرئيس كهنة جزءًا هامًا لضمان الخلاص والشفاعة المستمرة للمؤمنين.
الفروق بين الكهنوت القديم وكهنوت يسوع الجديد
الكهنوت في العهد القديم كان جزءًا رئيسيًا من نظام العبادة اليهودية، حيث كان رؤساء الكهنة يقومون بتقديم الذبائح والتضحيات عن خطايا الشعب في الهيكل. بينما في العهد الجديد، دور الكهنوت تغير جذريًا مع يسوع المسيح، الذي يُعتبر رئيس الكهنة الأعظم. إليك بعض الفروق الأساسية بين الكهنوت القديم وكهنوت يسوع الجديد:
ذبيحة مرة واحدة
في الكهنوت القديم، كانت الذبائح تُقدم بشكل يومي وأسبوعي وسنوي. رؤساء الكهنة كانوا يدخلون إلى قدس الأقداس مرة واحدة في السنة ليقدموا ذبيحة عن أنفسهم وعن الشعب. بينما يسوع قدم ذاته كذبيحة واحدة وكاملة على الصليب، وهذه الذبيحة تكفي لجميع الخطايا إلى الأبد. هذا موضح في عبرانيين 10:10.
وسيط واحد
في العهد القديم، كان هناك حاجة لوسيط بشري بين الله والإنسان، وهو رئيس الكهنة. أما في العهد الجديد، فإن يسوع المسيح هو الوسيط الوحيد، وهو القادر على الشفاعة لكل من يأتي إليه بالإيمان. هذا يُذكر في 1 تيموثاوس 2:5.
دخول مفتوح إلى الله
بينما كان الكهنوت القديم يتطلب نظامًا معقدًا من التضحيات والطقوس، يوفر كهنوت يسوع الجديد للمؤمنين إمكانية الوصول المباشر إلى الله. يمكننا الآن الاقتراب من عرش النعمة بثقة، كما يُشير عبرانيين 4:16.