في المسيحية، يُعتبر آدم أول إنسان خُلق على صورة الله ومثاله، كما هو مذكور في سفر التكوين. يُعتبر آدم وحواء الأبوين الأولين للبشرية كلها. يُشير سفر التكوين إلى أن الله خلق آدم من تراب الأرض ونفخ فيه نسمة الحياة، ومن ضلعه خلق حواء. يُعتبر سقوط آدم وحواء بسبب الخطيئة الأولى، أي أكلهما من شجرة معرفة الخير والشر التي نهاهما الله عن أكلها، نقطة البداية لمفهوم الخطيئة الأصلية في المسيحية.
الخطيئة الأصلية تُعتبر حالة من الفصل بين الإنسان والله، وهي تُنقل بحسب الاعتقاد المسيحي من جيل إلى جيل. ولكن المسيحية تُعلم أن الفداء جاء عن طريق يسوع المسيح، الذي هو الأقنوم الابن الحامل للجوهر الإلهي، والذي قدم نفسه كفارة عن خطايا البشرية. يُعتبر يسوع "الآدم الأخير" الذي جاء ليُصلح ما أفسده الآدم الأول، وذلك عبر موته وقيامته، مانحًا الخلاص لكل من يؤمن به.
يُشدد المسيحيون على أن قصة آدم ليست مجرد حكاية تاريخية، بل هي أيضًا رمز للعلاقة بين الإنسان والله وللحاجة إلى الخلاص من الخطيئة. وفي النهاية، تؤكد المسيحية على أن الحياة الأبدية والمصالحة مع الله ممكنة من خلال الإيمان بيسوع المسيح.
الخطيئة الأصلية في الإيمان المسيحي هي الحالة التي وُلدت بها البشرية نتيجة للسقوط الأول الذي حدث في جنة عدن، عندما تمرد آدم وحواء على أمر الله بعدم أكل من شجرة معرفة الخير والشر. هذه الخطيئة أدت إلى فصل الإنسان عن الله وجلبت الخطيئة والموت إلى العالم. يُعتبر هذا الفصل الروحي عن الله هو الحالة التي يولد فيها كل إنسان، وهي تُعبر عن الطبيعة الخاطئة التي تُميز البشرية.
في المسيحية، يُعتبر الخلاص من الخطيئة الأصلية وآثارها ممكنًا من خلال الإيمان بعمل يسوع المسيح على الصليب. يُعلم الكتاب المقدس أن يسوع، بصفته الأقنوم الابن الحامل للجوهر الإلهي، اتخذ الطبيعة البشرية وعاش حياة بلا خطيئة، ثم مات على الصليب كفارة عن خطايا البشر، وقام من بين الأموات، مُقدمًا النصر على الخطيئة والموت.
يُعتبر الإيمان بيسوع المسيح وقبوله كمخلص شخصي والتوبة عن الخطايا هي الخطوات الضرورية للخلاص واستعادة العلاقة مع الله. المعمودية أيضًا تُعتبر علامة خارجية لهذا الإيمان والتجديد الروحي الذي يحدث داخل الإنسان.
يُعتبر يسوع المسيح "الآدم الأخير" في اللاهوت المسيحي بناءً على مقارنة بينه وبين آدم الأول، كما هو موضح في الكتاب المقدس. هذا المفهوم يُعبر عنه بوضوح في رسائل الرسول بولس، حيث يُشير إلى أن الخطيئة والموت دخلت العالم من خلال آدم الأول، ولكن البر والحياة جاءت من خلال يسوع المسيح.
يُعلم الإيمان المسيحي أن يسوع، بصفته الأقنوم الابن، قد تجسد وأصبح إنسانًا ليعيش حياة كاملة بلا خطيئة، وليُقدم نفسه كفدية عن البشرية. بذلك، يُصبح يسوع النموذج الجديد للإنسانية، وهو يُقدم الأمل والإمكانية للحياة الجديدة التي تتجاوز الخطيئة والموت الذي جلبه الآدم الأول.
المفهوم اللاهوتي لـ"الآدم الأخير" يُعتبر أساسيًا في فهم الخلاص المسيحي، حيث يُظهر كيف أن الخطيئة التي بدأت بآدم تم حلها والتغلب عليها من خلال يسوع المسيح. بهذا، يُقدم يسوع الفرصة لكل إنسان ليصبح خليقة جديدة من خلال الإيمان به والانضمام إلى الحياة الجديدة التي يُقدمها.
دور الإيمان بيسوع المسيح في مفهوم الخلاص المسيحي مركزي وأساسي. الإيمان بيسوع يعني الاعتراف بأنه الأقنوم الابن الحامل للجوهر الإلهي، والاعتراف بأنه قدم نفسه كفارة عن خطايا البشرية من خلال موته على الصليب وقيامته من بين الأموات. هذا الإيمان يُعتبر الباب الذي من خلاله يمكن للإنسان أن يدخل في علاقة شخصية مع الله وينال الخلاص والحياة الأبدية.
الإيمان بيسوع ليس مجرد موافقة ذهنية على حقائق تاريخية أو لاهوتية، بل هو التزام شخصي وثقة عميقة في شخص يسوع وعمله الخلاصي. يُعتبر الإيمان خطوة أولى تتبعها خطوات أخرى مثل التوبة عن الخطايا، المعمودية كشهادة على الإيمان، والعيش في طاعة لتعاليم يسوع والسير وفقًا لروح الله.
من خلال الإيمان بيسوع، يُصبح الإنسان مبررًا أمام الله، أي يُعتبر بريئًا من الخطيئة، ويُعطى القدرة على التغلب على الخطيئة والموت الروحي. الإيمان بيسوع يُفتح أيضًا الطريق لنمو روحي مستمر وعلاقة متعمقة مع الله، التي تُعتبر الهدف النهائي للحياة المسيحية.
لفهم أعمق لدور الإيمان بيسوع المسيح في الخلاص، يمكن الرجوع إلى الكتاب المقدس في أفسس 2:8-9 و يوحنا 3:16.