ردود . أسأل والكتاب يجيب ردود . أسأل والكتاب يجيب
random

آخر الأسئلة

random
recent
جاري التحميل ...

لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما على الارض كلا أقول لكم! بل انقساماً !

 تفسير الآية الكتابية

"«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا." 
لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما على الارض كلا أقول لكم! بل انقساماً !

الآية التي تشير إليها مأخوذة من الكتاب المقدس، وتحديدًا من إنجيل لوقا 12:51. يسوع المسيح في هذا السياق يتحدث عن الانقسام الذي سيأتي نتيجة لرسالته. الرب يسوع لم يأتِ ليؤسس سلامًا زائفًا يقوم على التسويات والمساومات التي تتجاهل الحق، بل جاء ليقدم السلام الحقيقي الذي يأتي من الله والذي قد يؤدي إلى انقسام بين الناس بسبب الاختيارات الروحية التي يتخذونها.

هذا الانقسام ليس هدفًا في حد ذاته، بل هو نتيجة طبيعية للتزام البعض بالحق ورفض الآخرين له. يسوع يوضح أن الالتزام بالحقيقة والإيمان به قد يؤدي إلى انقسام حتى بين أقرب الناس، كالعائلة الواحدة. الإيمان المسيحي يتطلب التزامًا قد يكون له تكلفة اجتماعية، لكنه يقود إلى السلام الداخلي والخلاص الأبدي.

السلام الحقيقي في الكتاب المقدس

السلام الحقيقي الذي يتحدث عنه يسوع في الكتاب المقدس هو سلام يتجاوز مجرد غياب النزاعات والحروب. إنه سلام ينبع من العلاقة الصحيحة مع الله ويتمثل في الشركة معه. هذا السلام يُعرف باللغة العبرية بكلمة "شالوم"، وهو يشمل السلامة والكمال والاكتمال في جميع جوانب الحياة.

في الكتاب المقدس، يُعرف يسوع بأنه "أمير السلام" (إشعياء 9:6)، ويُقدم السلام الذي "يفوق كل عقل" (فيلبي 4:7). هذا السلام لا يعتمد على الظروف الخارجية، بل هو نتيجة للثقة في الله والاستسلام لمشيئته. يسوع يقدم هذا السلام لكل من يؤمن به ويتبعه، وهو سلام يمكن أن يعيش في قلوب المؤمنين حتى في أصعب الأوقات.

السلام الذي يقدمه المسيح هو جزء أساسي من الإنجيل، وهو يدعو المؤمنين ليكونوا صانعي السلام في عالم مليء بالصراعات، مع العلم أن السلام الأبدي مع الله هو الهدف النهائي للخلاص الذي يوفره يسوع.

دور المؤمنين كصانعي سلام في عالم مليء بالصراعات

لكي يكون المؤمنون صانعي سلام في عالم مليء بالصراعات، يجب عليهم أولاً أن يعيشوا السلام الذي يقدمه المسيح في حياتهم الشخصية. هذا يعني السعي للعيش بما يتوافق مع تعاليم الكتاب المقدس والتمثيل الحي لمحبة المسيح ورحمته في تعاملاتهم اليومية.

المؤمنون مدعوون للصلاة من أجل السلام والعمل من أجل العدالة والمصالحة، والتحلي بالصبر والتسامح في العلاقات مع الآخرين. يمكنهم أيضًا نشر رسالة الإنجيل التي تحمل في طياتها الأمل والسلام للعالم.

علاوة على ذلك، يمكن للمؤمنين أن يكونوا صانعي سلام من خلال العمل الاجتماعي والخدمة المجتمعية، ومساعدة المحتاجين، والدفاع عن المظلومين. من خلال هذه الأفعال، يظهرون محبة المسيح العملية ويساهمون في بناء جسور التفاهم والوحدة.

 يجب على المؤمنين أن يتذكروا أن السلام الحقيقي يأتي من الله وأن دورهم كصانعي سلام هو تعكس طبيعة الله السلمية والمحبة في عالم يحتاج إلى الأمل والشفاء.

التحديات التي تواجه المؤمنين في العيش وفقًا لمبادئ الكتاب المقدس

المؤمنون الذين يختارون العيش وفقًا لمبادئ الكتاب المقدس قد يواجهون عدة تحديات، منها:

المعارضة الاجتماعية: قد يواجه المؤمنون معارضة أو سخرية من الأشخاص الذين لا يشاركونهم نفس القيم أو الإيمان. هذا قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة أو الرفض الاجتماعي.

الضغوط الثقافية: الثقافات المحيطة قد تحمل قيمًا ومعتقدات تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس، مما يضع المؤمنين تحت ضغط للتنازل عن مبادئهم.

الصراعات الداخلية: الرغبة في الانسجام مع الآخرين قد تتعارض مع الرغبة في البقاء وفيًا للمبادئ المسيحية، مما يؤدي إلى صراع داخلي.

التحديات العائلية: قد يواجه المؤمنون تحديات داخل الأسرة، خاصة إذا كان أفراد الأسرة لا يشاركونهم نفس الإيمان أو الالتزام بتعاليم الكتاب المقدس.

التمييز في مكان العمل: في بعض الحالات، قد يواجه المؤمنون تمييزًا في مكان العمل بسبب معتقداتهم الدينية.

التحديات الروحية: العيش وفقًا لمبادئ الكتاب المقدس يتطلب التزامًا مستمرًا ونموًا روحيًا، وهو ما يمكن أن يكون تحديًا في عالم يقدم العديد من الإغراءات.

على الرغم من هذه التحديات، يُشجع الكتاب المقدس المؤمنين على الثبات في الإيمان ويقدم لهم الأمل والقوة من خلال العلاقة مع الله ودعم الجماعة المسيحية.

دور الصلاة في صناعة السلام

الصلاة تلعب دورًا محوريًا في صناعة السلام، وذلك من خلال عدة جوانب:

التواصل مع الله: الصلاة تمكن المؤمنين من التواصل مع الله وطلب تدخله وحكمته في مواقف الصراع والتوتر.

تغيير القلوب: من خلال الصلاة، يمكن للمؤمنين أن يطلبوا من الله أن يعمل في قلوبهم وقلوب الآخرين، مما يؤدي إلى التسامح والمصالحة.

السلام الداخلي: الصلاة تساعد المؤمنين على تجربة السلام الداخلي الذي يقدمه المسيح، وهذا السلام يمكن أن ينعكس في تعاملاتهم مع الآخرين.

التوجيه الإلهي: من خلال الصلاة، يمكن للمؤمنين طلب التوجيه الإلهي لمعرفة كيفية التصرف بحكمة ومحبة في مواجهة الصراعات.

القوة والصبر: الصلاة تمنح المؤمنين القوة والصبر للتعامل مع التحديات والمحافظة على موقف سلمي حتى في الأوقات الصعبة.

التأثير الروحي: الصلاة يمكن أن تكون وسيلة للتأثير الروحي في العالم، حيث يمكن للمؤمنين أن يصلوا من أجل السلام في المجتمعات والأمم.

بهذه الطرق وغيرها، تعتبر الصلاة أداة قوية لصانعي السلام، وهي تعكس إيمان المؤمنين بأن الله هو مصدر السلام الحقيقي وأنه قادر على تغيير الواقع والقلوب.

دمج الصلاة في الحياة اليومية لصناعة السلام

لدمج الصلاة في الحياة اليومية كجزء من جهود صناعة السلام، يمكن للمؤمنين اتباع عدة خطوات عملية:

تخصيص أوقات للصلاة: يمكن للمؤمنين تحديد أوقات معينة خلال اليوم للصلاة والتأمل، مثل الصباح الباكر أو المساء قبل النوم.

الصلاة المستمرة: الكتاب المقدس يشجع على "الصلاة بلا انقطاع" (1 تسالونيكي 5:17)، وهذا يعني الحفاظ على روح الصلاة طوال اليوم، حتى في الأنشطة اليومية.

الصلاة من أجل الآخرين: يمكن للمؤمنين تضمين الصلاة من أجل الأشخاص في حياتهم، ومن أجل القادة وصناع القرار، ومن أجل السلام في المجتمعات المضطربة.

الصلاة الجماعية: المشاركة في أوقات الصلاة الجماعية مع أفراد الكنيسة أو المجموعات الصغيرة يمكن أن تعزز الوحدة والتزام بصناعة السلام.

استخدام الكتاب المقدس: استخدام آيات من الكتاب المقدس كجزء من الصلاة يمكن أن يوجه المؤمنين ويعطيهم الكلمات المناسبة للصلاة من أجل السلام.

الاستجابة للأحداث الجارية: الصلاة استجابة للأحداث الجارية والأخبار يمكن أن تجعل الصلاة أكثر صلة وتأثيرًا في العالم.

الصلاة في أوقات الأزمات: عندما تحدث أزمات أو صراعات، يمكن للمؤمنين تكثيف جهودهم في الصلاة وطلب السلام والتدخل الإلهي.

من خلال هذه الأساليب، يمكن للمؤمنين جعل الصلاة جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية واستخدامها كأداة فعالة لصناعة السلام في العالم.

أمثلة الصلاة في الكتاب المقدس لصناعة السلام

الكتاب المقدس يحتوي على العديد من الأمثلة على الصلاة التي يمكن أن تلهم المؤمنين في صناعة السلام:

صلاة يسوع من أجل وحدة المؤمنين: في إنجيل يوحنا 17، يصلي يسوع من أجل وحدة تلاميذه وجميع المؤمنين، مما يعكس أهمية الوحدة والسلام بين المؤمنين.

صلاة سليمان من أجل الحكمة: في سفر الملوك الأول 3:9، يطلب سليمان من الله الحكمة ليتمكن من حكم شعبه بعدل وسلام.

صلاة دانيال من أجل الرحمة: في سفر دانيال 9، يصلي دانيال من أجل رحمة الله ومغفرته لشعبه، مما يعكس البحث عن السلام مع الله والتوبة.

صلاة النبي إرميا من أجل السلامة: في سفر إرميا 29:7، يشجع النبي الشعب على الصلاة من أجل السلام والرخاء للمدينة التي سُبيوا إليها.

هذه الأمثلة تظهر كيف يمكن للصلاة أن تكون وسيلة لطلب السلام والوحدة والحكمة والرحمة، وهي جوانب أساسية في صناعة السلام الحقيقي.

دور الصلاة في التعامل مع الصراعات الشخصية والاجتماعية

الصلاة يمكن أن تساعد المؤمنين على التعامل مع الصراعات الشخصية والاجتماعية بعدة طرق:

توفير الراحة والتعزية: الصلاة تمنح المؤمنين الراحة والتعزية في أوقات الضيق، مما يساعدهم على التعامل مع الضغوط النفسية التي قد تنجم عن الصراعات.

الحصول على الحكمة: من خلال الصلاة، يمكن للمؤمنين طلب الحكمة من الله لمعرفة كيفية التصرف بشكل صحيح وعادل في مواجهة الصراعات.

تعزيز الصبر والتسامح: الصلاة تساعد المؤمنين على تطوير الصبر والتسامح، وهما صفتان ضروريتان للتعامل مع الخلافات والتوترات.

التحرر من الغضب والاستياء: الصلاة تسمح للمؤمنين بتقديم مشاعر الغضب والاستياء إلى الله، مما يساعدهم على التخلص من هذه المشاعر السلبية.

طلب التوجيه الإلهي: المؤمنون يمكنهم طلب التوجيه الإلهي للتعامل مع الصراعات بطريقة تعكس محبة المسيح وتعاليمه.

التماس السلام الداخلي: الصلاة تساعد المؤمنين على تجربة السلام الداخلي الذي يقدمه المسيح، مما يمكنهم من التعامل مع الصراعات بشكل أكثر فعالية.

التأثير الروحي: الصلاة يمكن أن تكون وسيلة للتأثير الروحي في الأوضاع الصعبة، حيث يمكن للمؤمنين أن يصلوا من أجل تغيير القلوب والعقول.

بهذه الطرق، تصبح الصلاة أداة قوية للمؤمنين ليس فقط للتعامل مع الصراعات الشخصية والاجتماعية، بل أيضًا للعمل نحو حلها بطريقة تحقق السلام والمصالحة.

عن الكاتب

ردود

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

ردود . أسأل والكتاب يجيب