من هو يسوع المسيح؟
يسوع المسيح هو محور الإيمان المسيحي وهو الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس. يؤمن المسيحيون أن يسوع هو الكلمة الذي صار جسدًا، وهو الأقنوم الابن الحامل للجوهر الإلهي الذي اتحد بالطبيعة البشرية مُمثلةً في يسوع المسيح. هذا الاتحاد الأقنومي يعني أن يسوع له طبيعتان: اللاهوت والناسوت، دون انقسام وانفصال وامتزاج واندماج ودون تغيير للأبد.
وفقًا للكتاب المقدس، يسوع هو المسيا الموعود به في العهد القديم، وقد جاء ليخلص البشرية من الخطيئة ويعيد العلاقة بين الإنسان والله. تعليماته وأعماله العجائبية، وموته الفدائي على الصليب، وقيامته من بين الأموات هي الأساس الذي يقوم عليه الإيمان المسيحي.
يعتبر المسيحيون أن يسوع هو الطريق والحق والحياة، وأنه لا يأتي أحد إلى الآب إلا به (يوحنا 14:6). ويعتبرون أن الإيمان به والتمسك بتعاليمه يؤدي إلى الخلاص الأبدي.
طبيعتا يسوع المسيح
يسوع المسيح يتألف من طبيعتين: اللاهوت والناسوت. اللاهوت يعني طبيعته الإلهية كالأقنوم الابن الحامل للجوهر الإلهي، والناسوت يعني طبيعته البشرية التي اتحدت باللاهوت في الاتحاد الأقنومي. هذا الاتحاد يكون دون انقسام وانفصال وامتزاج واندماج ودون تغيير للأبد، مما يعني أن يسوع كان كاملًا في لاهوته وكاملًا في ناسوته.
هذا الفهم يأتي من تعاليم الكنيسة المسيحية الأولى والمجامع المسكونية التي حددت عقيدة التجسد وطبيعة المسيح. وهو ما يؤكد عليه الكتاب المقدس في عدة مواضع، مثل في رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي حيث يتحدث عن تواضع المسيح وتجرده من مجده الإلهي ليأخذ صورة الإنسان (فيلبي 2:6-8).
يسوع المسيح كمحور الإيمان المسيحي
يسوع المسيح يعتبر محور الإيمان المسيحي لأنه يُنظر إليه على أنه المخلص والوسيط بين الله والإنسان. المسيحيون يؤمنون أنه بموته وقيامته، قدم يسوع الفداء للبشرية جمعاء، مما يوفر الخلاص من الخطيئة والموت ويفتح الطريق أمام الحياة الأبدية مع الله.
في الإيمان المسيحي، يسوع ليس مجرد نبي أو معلم ديني، بل هو الله المتجسد الذي جاء ليكشف عن حب الله العميق للبشرية. تعاليمه، والمعجزات التي أجراها، وأخيرًا تضحيته على الصليب، تُعتبر الأساس الذي يقوم عليه الإيمان والعمل المسيحي.
العلاقة الشخصية مع يسوع المسيح واتباع تعاليمه تُعتبر جوهرية في الحياة المسيحية. ويُعتبر الإيمان به والاعتراف بألوهيته وقبوله كمخلص شخصي أمرًا ضروريًا للخلاص، كما يقول الكتاب المقدس في رومية 10:9.
دور يسوع المسيح في الخلاص حسب الإيمان المسيحي
دور يسوع المسيح في الخلاص هو محوري وأساسي في الإيمان المسيحي. يؤمن المسيحيون أن الخطيئة أدت إلى فصل الإنسان عن الله، وأن يسوع، بموته الفدائي على الصليب، دفع ثمن الخطايا وأعاد العلاقة بين الإنسان والله. قيامته من بين الأموات تُعتبر الانتصار على الموت والخطيئة وتأكيد على أنه المسيا وابن الله.
الخلاص في المسيحية ليس مجرد مفهوم نظري، بل هو تجربة شخصية تتضمن التوبة عن الخطايا والإيمان بيسوع المسيح كالرب والمخلص. هذا الإيمان يؤدي إلى تغيير في الحياة ويفتح الباب لعلاقة جديدة مع الله تتميز بالمحبة والقبول والغفران.
الإيمان بدور يسوع في الخلاص يُعتبر أساسيًا للحصول على الحياة الأبدية، كما يقول الكتاب المقدس في يوحنا 3:16. ويُعتبر الاحتفال بالعشاء الرباني والمعمودية رموزًا لهذا الخلاص وتذكيرًا بالعهد الجديد الذي أقامه يسوع مع المؤمنين به.