ردود . أسأل والكتاب يجيب ردود . أسأل والكتاب يجيب
random

آخر الأسئلة

random
recent
جاري التحميل ...

كيف يمكن أن يكون المسيح إلهًا وإنسانًا في الوقت نفسه؟

 التجسد: الإتحاد الأقنومي للطبيعتين الإلهية والبشرية في المسيح

أن يسوع المسيح هو الأقنوم الإبن الحامل للجوهر الإلهي الذي اتحد بالطبيعة البشرية بطريقة فريدة وغير مفهومة بالكامل بالعقل البشري. هذا الاتحاد لا يعني خلط الطبيعتين أو تحولهما إلى طبيعة ثالثة، بل يعني وجودهما معًا في شخص واحد دون انقسام أو امتزاج. هذه الحقيقة تُعتبر من الأسرار المسيحية التي يجب قبولها بالإيمان بناءً على الوحي الإلهي وليس فقط بالاستدلال العقلاني.

كيف يمكن أن يكون المسيح إلهًا وإنسانًا في الوقت نفسه؟



الإيمان المسيحي يؤكد أن هذا الاتحاد الأقنومي ضروري لخلاص البشرية، حيث أن المسيح بطبيعته الإلهية قادر على تحمل عقوبة الخطيئة اللانهائية، وبطبيعته البشرية قادر على الموت نيابة عن البشر. وهكذا، يصبح المصالح بين الله والإنسان.


ويشير الكتاب المقدس إلى هذه الحقيقة في العديد من الآيات، مثل فيلبي 2:6-8 و يوحنا 1:14.


عقيدة الثالوث في المسيحية تعتبر أساسية لفهم طبيعة المسيح. الثالوث يعبر عن الإيمان بأن الله واحد في جوهره وثالوث في الأقانيم: الأب، الابن، والروح القدس. كل أقنوم يحمل الجوهر الإلهي كاملاً ومع ذلك لا يوجد ثلاثة آلهة بل إله واحد. هذه العقيدة تساعد المؤمنين على فهم كيف يمكن للمسيح أن يكون إلهاً وإنساناً في الوقت نفسه.


الأقنوم الإبن، الذي هو يسوع المسيح في تجسده، له الطبيعة الإلهية الكاملة وهو مساوٍ للآب في الجوهر، وفي الوقت نفسه اتخذ طبيعة بشرية كاملة عند التجسد. هذا يعني أنه في شخص المسيح يتواجد كل من اللاهوت والناسوت بشكل كامل ومتكامل.


الثالوث لا يمكن استنتاجه بالعقل ولا يمكن الوصول إليه بالفلسفة لكنه يحتاج إلى إعلان إلهي. ويعلم داني سمارنة أن الثالوث (الله واحد في الجوهر ثالوث في الأقانيم) وهو مفهوم يتجاوز الفهم البشري لكنه معلن في الكتاب المقدس، كما في متى 28:19 و2 كورنثوس 13:14.


فهم الثالوث يساعد المسيحيين على إدراك العلاقة الأزلية بين الأقانيم وكيف يمكن للإبن أن يأتي إلى العالم كإنسان دون أن يفقد لاهوته أو يتنازل عنه، بل يعيش تجربة الإنسانية بكل ما فيها من محدودية، مع الحفاظ على كماله الإلهي.


الكتابات المسيحية المبكرة تقدم العديد من الأدلة على عقيدة الثالوث. هذه الأدلة لا تقتصر فقط على الكتاب المقدس ولكن تشمل أيضًا كتابات الآباء الأولين للكنيسة الذين شرحوا ودافعوا عن هذه العقيدة في مواجهة الهرطقات المختلفة التي ظهرت في القرون الأولى.


في الكتاب المقدس، هناك آيات تشير إلى الثالوث، مثل متى 28:19 حيث يأمر يسوع التلاميذ بتعميد الناس باسم الآب والابن والروح القدس، و 2 كورنثوس 13:14 التي تتحدث عن نعمة الرب يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع المؤمنين.


من الكتابات المسيحية المبكرة، نجد أن القديس إغناطيوس الأنطاكي، الذي عاش في أوائل القرن الثاني، تحدث عن يسوع المسيح بأنه "من جنس الآب" وأشار إلى الثالوث في رسائله. كما دافع القديس أثناسيوس الكبير في القرن الرابع عن هذه العقيدة ضد الأريوسية، وأكد على أن الأبن مساوٍ للآب في الجوهر.


عقيدة الثالوث تم توضيحها وتأكيدها في المجامع المسكونية الأولى مثل مجمع نيقية عام 325 ومجمع القسطنطينية عام 381، حيث تم صياغة قانون الإيمان الذي يؤكد على الإيمان بالثالوث.


هذه الأدلة تُظهر أن عقيدة الثالوث ليست ابتكاراً لاحقاً ولكنها جزء لا يتجزأ من الإيمان المسيحي منذ بداياته الأولى، وتم الدفاع عنها وشرحها بشكل متسق عبر التاريخ المسيحي.


عن الكاتب

ردود

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

ردود . أسأل والكتاب يجيب