معجزة خلق الكون في الكتاب المقدس
تبدأ قصة خلق الكون في الكتاب المقدس بكتاب التكوين، حيث يُعرض الخلق على أنه عمل إلهي متعمد ومنظم. يُظهر الكتاب المقدس أن الله خلق الكون من العدم، وهو ما يُعرف بالخلق "ex nihilo". يُقدم الكتاب المقدس الخلق على مراحل، حيث يُظهر الله قدرته اللامحدودة وسيادته على كل الأشياء.
في اليوم الأول، خلق الله النور وفصل بين النور والظلمة . وفي الأيام التالية، خلق السماوات والأرض والنباتات والحيوانات والإنسان. الإنسان خُلق على صورة الله ومثاله، مُعطى السلطة ليُسود على الخليقة
سفر التكوين - الإصحاح الأول
1 :1 في البدء خلق الله السموات و الأرض
1 :2 و كانت الأرض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه
1 :3 و قال الله ليكن نور فكان نور
1 :4 و راى الله النور انه حسن و فصل الله بين النور و الظلمة
1 :5 و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا
1 :6 و قال الله ليكن جلد في وسط المياه و ليكن فاصلا بين مياه و مياه
1 :7 فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التي تحت الجلد و المياه التي فوق الجلد و كان كذلك
1 :8 و دعا الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا
1 :9 و قال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد و لتظهر اليابسة و كان كذلك
1 :10 و دعا الله اليابسة ارضا و مجتمع المياه دعاه بحارا و راى الله ذلك انه حسن
1 :11 و قال الله لتنبت الأرض عشبا و بقلا يبزر بزرا و شجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الأرض و كان كذلك
1 :12 فاخرجت الأرض عشبا و بقلا يبزر بزرا كجنسه و شجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه و راى الله ذلك انه حسن
1 :13 و كان مساء و كان صباح يوما ثالثا
1 :14 و قال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار و الليل و تكون لايات و اوقات و أيام و سنين
1 :15 و تكون انوارا في جلد السماء لتنير على الأرض و كان كذلك
1 :16 فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار و النور الاصغر لحكم الليل و النجوم
1 :17 و جعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض
1 :18 و لتحكم على النهار و الليل و لتفصل بين النور و الظلمة و راى الله ذلك انه حسن
1 :19 و كان مساء و كان صباح يوما رابعا
1 :20 و قال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية و ليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء
1 :21 فخلق الله التنانين العظام و كل ذوات الانفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كاجناسها و كل طائر ذي جناح كجنسه و راى الله ذلك انه حسن
1 :22 و باركها الله قائلا اثمري و اكثري و املاي المياه في البحار و ليكثر الطير على الأرض
1 :23 و كان مساء و كان صباح يوما خامسا
1 :24 و قال الله لتخرج الأرض ذوات انفس حية كجنسها بهائم و دبابات و وحوش ارض كاجناسها و كان كذلك
1 :25 فعمل الله وحوش الأرض كاجناسها و البهائم كاجناسها و جميع دبابات الأرض كاجناسها و راى الله ذلك انه حسن
1 :26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الأرض و على جميع الدبابات التي تدب على الأرض
1 :27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم
1 :28 و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املاوا الأرض و اخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الأرض
1 :29 و قال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الأرض و كل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما
1 :30 و لكل حيوان الأرض و كل طير السماء و كل دبابة على الأرض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاما و كان كذلك
1 :31 و راى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا و كان مساء و كان صباح يوما سادسا
المعجزة الأساسية في خلق الكون هي أن الله، الذي هو فوق الزمان والمكان، قادر على إحداث كل شيء بكلمته. هذا يُظهر قوة كلمة الله وسلطانها. الخلق يُظهر أيضًا حكمة الله وتصميمه الدقيق للكون، مما يُعطي الإنسان دليلاً على وجود الخالق وصفاته الإلهية.
كيف يُظهر الكتاب المقدس قدرة الله في خلق الكون؟
الكتاب المقدس يُظهر قدرة الله في خلق الكون من خلال عدة جوانب:
الخلق من العدم: يُظهر الكتاب المقدس أن الله لم يحتج إلى مواد موجودة مسبقًا لخلق الكون، بل خلق كل شيء من العدم، مما يُظهر قدرته اللامحدودة (عبرانيين 11:3).
الكلمة المُحيية: يُظهر الكتاب المقدس أن الله خلق الكون بكلمته، "فقال الله ليكن نور فكان نور"، مما يُظهر سلطان كلمته وقدرتها على إحداث الوجود (تكوين 1:3).
الترتيب والتصميم: يُظهر الكتاب المقدس أن الخلق لم يكن عشوائيًا بل مُنظمًا ومُرتبًا بحكمة، حيث خُلقت كل مرحلة من مراحل الخلق بترتيب مُحدد يُظهر التصميم الدقيق للخالق.
الغاية والهدف: يُظهر الكتاب المقدس أن الخلق لم يكن بلا هدف، بل لكل جزء من الخليقة غاية ومكانة خاصة في النظام الكوني، مما يُظهر حكمة الله وغايته في الخلق.
السيادة الإلهية: يُظهر الكتاب المقدس أن الله يُسيطر على كل جوانب الخليقة ويُديرها بسلطانه، مما يُظهر سيادته المُطلقة على الكون.
هذه الجوانب تُظهر قدرة الله الخارقة في خلق الكون وتُعطي الإنسان دليلاً على عظمة الخالق وقدرته اللامتناهية.
ما هي أهمية خلق الإنسان على صورة الله ومثاله؟
خلق الإنسان على صورة الله ومثاله يحمل أهمية كبيرة في الفكر المسيحي لعدة أسباب:
العلاقة الشخصية: خلق الإنسان على صورة الله يُظهر أن للإنسان قيمة خاصة ومكانة فريدة في الخليقة، وأنه مدعو لعلاقة شخصية مع الله.
السلطة والمسؤولية: يُظهر الكتاب المقدس أن الإنسان خُلق ليكون خليفة الله على الأرض، مُعطى السلطة ليُسود على الخليقة ويُديرها بمسؤولية (تكوين 1:26-28).
الأخلاق والحرية: كون الإنسان مخلوقًا على صورة الله يُعطيه القدرة على التمييز بين الخير والشر ويُكسبه الحرية في اتخاذ القرارات.
الإبداع والتعبير: الإنسان مُخلق على صورة الله يعني أن لديه القدرة على الإبداع والتعبير والتفكير العقلاني، مما يُمكنه من تطوير الثقافة والمجتمع.
الكرامة الإنسانية: الصورة الإلهية في الإنسان تُعطي كل فرد كرامة لا يُمكن انتهاكها، وهذا يُشكل أساسًا للأخلاق وحقوق الإنسان.
بهذه الطريقة، يُظهر الكتاب المقدس أن الإنسان ليس مجرد مخلوق آخر، بل هو مخلوق مميز بصورة الله، مدعو للعيش بما يتوافق مع هذه الصورة من خلال العلاقة مع الله والعيش بمسؤولية وحب تجاه الخليقة والآخرين.