ردود . أسأل والكتاب يجيب ردود . أسأل والكتاب يجيب
random

آخر الأسئلة

random
recent
جاري التحميل ...

كيف اله وهو لا يعلم اليوم ولا الساعة ؟

 "«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ." (مت 24: 36).

فهم الطبيعة المزدوجة للمسيح ومعرفته

الآية المذكورة في إنجيل متى 24:36 تتحدث عن معرفة يوم القيامة، وهي تشير إلى الطبيعة البشرية للمسيح التي اتخذها عند التجسد. يعلمنا الإيمان المسيحي أن المسيح له طبيعتان: اللاهوت والناسوت، وهما متحدتان في شخص واحد دون انقسام أو امتزاج. في طبيعته البشرية، كان يسوع محدودًا بالزمان والمكان والمعرفة، تمامًا كأي إنسان آخر. ولكن في طبيعته الإلهية، يمتلك المسيح كل صفات الله، بما في ذلك العلم الكامل.


عندما تحدث يسوع عن عدم معرفته بيوم القيامة، كان يشير إلى حالته كإنسان. هذا لا ينفي لاهوته، بل يؤكد على حقيقة التجسد حيث اتخذ الله الكلمة طبيعة بشرية وعاش بيننا. اللاهوت المسيحي يعلم بأن هذا الاتحاد الأقنومي بين اللاهوت والناسوت في المسيح لا يعني تغييرًا في الطبيعة الإلهية، بل تواضع الله وقبوله للحدود البشرية من أجل خلاص البشرية.


من المهم أيضًا الإشارة إلى أن الثالوث الأقدس في الإيمان المسيحي يعلم بأن الله واحد في الجوهر ثالوث في الأقانيم. وبالتالي، فإن الأقنوم الآب، والأقنوم الابن، والأقنوم الروح القدس، كلهم يشتركون في الجوهر الإلهي الواحد. وعندما يقول يسوع "إلا أبي وحده"، فهو يعبر عن التمييز الأقنومي داخل الثالوث دون أن ينفصل عن وحدانية الجوهر الإلهي.


فهم الطبيعة المزدوجة للمسيح

في الإيمان المسيحي، يُعتبر المسيح فريدًا في كونه يمتلك طبيعتين: اللاهوت والناسوت. هذا المفهوم يُعرف بالاتحاد الأقنومي، وهو يعني أن يسوع المسيح هو الله الكلمة الذي تجسد وأخذ جسدًا بشريًا. في طبيعته الإلهية، يمتلك المسيح كل صفات الألوهية، بما في ذلك العلم الكامل والقدرة الكاملة والحضور الكامل. ومع ذلك، في طبيعته البشرية، خضع للحدود التي تفرضها البشرية، بما في ذلك النمو في الحكمة والقامة والنعمة (لوقا 2:52).


الطبيعة المزدوجة للمسيح تُظهر كيف يمكن لله أن يتفاعل مع البشرية بطريقة شخصية ومباشرة. من خلال التجسد، أظهر الله محبته ورحمته وعدالته بشكل ملموس. يسوع، في طبيعته البشرية، عاش تجربة الإنسان من الولادة وحتى الموت، وبذلك يمكنه أن يكون الوسيط الكامل بين الله والإنسان (1 تيموثاوس 2:5).


عندما نتحدث عن معرفة المسيح، يجب أن نفرق بين ما يعرفه في طبيعته الإلهية وما يعرفه في طبيعته البشرية. في حين أن طبيعته البشرية قد تكون محدودة في المعرفة، فإن طبيعته الإلهية تمتلك كل المعرفة. هذا التمييز مهم لفهم كيف يمكن للمسيح أن يتحدث عن عدم معرفته بيوم القيامة في إنجيل متى 24:36.


لذلك، الإيمان المسيحي يقدم فهمًا عميقًا ومعقدًا لشخص المسيح، وهو يتطلب منا التأمل والدراسة لنتمكن من استيعاب هذه الحقائق الروحية واللاهوتية.

كيف اله وهو لا يعلم اليوم ولا الساعة ؟


الأدلة على معرفة يسوع الإلهية في الكتاب المقدس

الكتاب المقدس يقدم العديد من الأمثلة التي تظهر معرفة يسوع الإلهية. هذه الأمثلة تشير إلى أنه، بينما كان يسوع يعيش كإنسان، كان لديه أيضًا وعي بطبيعته الإلهية ومعرفة تتجاوز الحدود البشرية.


إحدى هذه الأمثلة هي معرفته بأفكار الناس ونواياهم الداخلية، كما هو موضح في متى 9:4 حيث يعرف يسوع أفكار الكتبة. كذلك، يسوع يعلن عن أحداث مستقبلية بدقة، كما في متى 24:1-2 حين تنبأ بخراب الهيكل. هذه النبوءات تظهر معرفة تتجاوز الزمان والمكان البشريين.


علاوة على ذلك، يسوع يعرف الأشخاص وتفاصيل حياتهم قبل أن يلتقي بهم، كما في يوحنا 1:47-48 حيث يصف نثنائيل قبل أن يراه. يسوع أيضًا يعرف الأحداث التي ستحدث له شخصيًا، بما في ذلك تفاصيل صلبه وقيامته، كما يشير إلى ذلك في متى 20:18-19.


هذه الأمثلة تدعم الفهم المسيحي لطبيعة يسوع المزدوجة، حيث تظهر كيف أنه في حين كان يعيش كإنسان، كان لديه أيضًا القدرة على الوصول إلى المعرفة الإلهية. هذا التوازن بين الإنسانية والألوهية هو جزء أساسي من السر الذي يحيط بشخص المسيح وعمله الخلاصي.

مفهوم التجسد وأثره على معرفة المسيح البشرية

مفهوم التجسد في الإيمان المسيحي يعني أن الكلمة، الذي هو الله، أخذ جسدًا بشريًا وصار إنسانًا (يوحنا 1:14). هذا الحدث الفريد يُظهر كيف أن الله دخل في التاريخ البشري بطريقة شخصية وملموسة. التجسد يعلمنا أن يسوع المسيح، بينما كان كامل الألوهية، أصبح أيضًا كامل الإنسانية، متحملاً كل ما يتعلق بالطبيعة البشرية، بما في ذلك الحدود المعرفية.


أثر التجسد على معرفة المسيح البشرية يمكن فهمه من خلال النظر إلى كيفية تعامله مع الأحداث والأشخاص من حوله. كإنسان، نشأ يسوع وتعلم وتفاعل مع الثقافة والتقاليد اليهودية. كان يأكل ويشرب ويشعر بالتعب والألم، وكان يحتاج إلى الصلاة والتواصل مع الآب السماوي.


في الوقت نفسه، يُظهر الكتاب المقدس أن يسوع كان لديه وعي بمهمته الإلهية وبهويته كابن الله. على سبيل المثال، في لوقا 2:49، عندما كان يسوع في سن الثانية عشر، أعرب عن وعيه بأنه يجب أن يكون في "بيت أبيه". هذا يشير إلى أنه حتى في سن مبكرة، كان لديه فهم لعلاقته الفريدة بالآب السماوي.


التجسد لا يعني أن المسيح تخلى عن لاهوته، بل يعني أنه أضاف إليه الناسوت. هذا الاتحاد الأقنومي يعلمنا أنه في كل ما فعله يسوع، كان يعمل بكلتا طبيعتيه، الإلهية والبشرية. وهكذا، عندما تحدث عن عدم معرفته بيوم القيامة، كان يعبر عن تواضعه وقبوله للحدود البشرية التي اختارها بمحض إرادته.


التجسد يُظهر أيضًا محبة الله العميقة للبشرية، حيث أنه كان مستعدًا لتحمل الضعف البشري من أجل خلاصنا. هذا السر العظيم يدعو المؤمنين إلى التأمل في عظمة الله وتواضعه ومحبته التي لا تُقاس.

عن الكاتب

ردود

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

ردود . أسأل والكتاب يجيب