ردود . أسأل والكتاب يجيب ردود . أسأل والكتاب يجيب
random

آخر الأسئلة

random
recent
جاري التحميل ...

إلهي إلهي لماذا تركتني

 لماذا قال المسيح إلهي إلهي لماذا تركتني ؟
إلهي إلهي لماذا تركتني

فهم عبارة "إلهي إلهي لماذا تركتني"
عندما نظر يسوع على الصليب وصرخ بالعبارة "إلهي إلهي لماذا تركتني"، كان يشير إلى الآية الأولى من المزمور 22، وهو مزمور يصف معاناة البار وينتهي بالنصر والتسبيح لله. هذا الصراخ يعبر عن العمق الشديد للآلام التي تحملها المسيح نيابةً عن البشرية، حيث تحمل على نفسه خطايا العالم وشعر بالانفصال الروحي عن الآب، وهو أمر لم يختبره من قبل في الوحدة الأزلية بين الأقانيم الثلاثة.
اللاهوتيون المسيحيون يرون في هذا التعبير تجسيدًا للتجربة الإنسانية العميقة للمسيح وتحمله للعقاب الذي نستحقه نحن. وفي نفس الوقت، يُظهر هذا الصراخ كيف أن المسيح كان يعلم الكتاب المقدس جيدًا وكيف أنه كان يعيش ويتأمل في كلمة الله حتى في أشد لحظات الألم.
يمكن العثور على هذه العبارة في إنجيل متى 27:46 وإنجيل مرقس 15:34.

"وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» 
أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" 

معنى صراخ يسوع "إلهي إلهي لماذا تركتني" في اللاهوت المسيحي
في اللاهوت المسيحي، يُفهم صراخ يسوع "إلهي إلهي لماذا تركتني" على أنه تعبير عن العزلة الروحية العميقة التي شعر بها المسيح في تلك اللحظة، حيث كان يحمل على عاتقه خطايا البشرية. هذا الشعور بالتخلي يعكس العقوبة التي يستحقها الإنسان بسبب الخطيئة، والتي تحملها المسيح نيابةً عنا. إنه يُظهر التضحية العظيمة التي قدمها المسيح والتي من خلالها تم تحقيق الفداء والمصالحة بين الإنسان والله.
هذا الصراخ يُظهر أيضًا تمامًا الطبيعة الحقيقية للمسيح كإنسان، حيث عانى من الألم والعزلة كما يعاني أي إنسان آخر، ولكن دون أن يفقد طبيعته الإلهية. وبهذا، يُظهر المسيح التضامن الكامل مع البشرية في معاناتها، مُقدمًا نفسه كالحمل الذي يحمل خطايا العالم.
إنها لحظة تجسد فيها الحب الإلهي الذي لا يُدرك، حيث قدم الله الابن نفسه فدية لأجلنا، وهو ما يُعتبر جوهر الإنجيل والرسالة المسيحية.

المزمور الذي استشهد به يسوع على الصليب
يسوع المسيح استشهد بالآية الأولى من المزمور 22 عندما قال "إلهي إلهي لماذا تركتني" أثناء تعليقه على الصليب. هذا المزمور يعبر عن معاناة البار ويتنبأ بالعديد من الأحداث التي وقعت خلال صلب المسيح، مثل تقسيم ثيابه والسخرية منه. وعلى الرغم من بداية المزمور بالشعور بالتخلي، إلا أنه ينتهي بتسبيح الله والثقة في نصرته.
فهم تجربة الانفصال التي شعر بها المسيح على الصليب
تجربة الانفصال التي شعر بها المسيح على الصليب تُعتبر من أعمق اللحظات اللاهوتية في المسيحية. في تلك اللحظة، يُعتقد أن المسيح شعر بالانفصال الروحي عن الآب بسبب حمله خطايا العالم على نفسه. هذا الانفصال لم يكن جسديًا أو جوهريًا، بل كان تجربة روحية تعكس وزر الخطيئة الذي يفصل الإنسان عن الله.
من المهم أن نفهم أن الثالوث الأقدس - الآب والابن والروح القدس - لم ينقسم أبدًا في جوهره، لكن المسيح في طبيعته البشرية تجرع كأس العقاب الذي كان يجب أن يشربه البشر. هذا الشعور بالتخلي يُظهر العمق الذي وصل إليه المسيح في تضامنه مع البشرية وفي تحمله للعقاب الذي يستحقه الإنسان.
إنها تجربة تُظهر البُعد الإنساني للمسيح وتُبرز الطبيعة الفريدة للتجسد، حيث اتحد اللاهوت بالناسوت في شخص واحد دون انقسام وانفصال وامتزاج واندماج. هذه التجربة تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من عمل الفداء الذي أكمله المسيح من أجل خلاص البشرية.
لماذا قال المسيح إلهي إلهي لماذا تركتني ؟

عن الكاتب

ردود

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

ردود . أسأل والكتاب يجيب