ردود . أسأل والكتاب يجيب ردود . أسأل والكتاب يجيب
random

آخر الأسئلة

random
recent
جاري التحميل ...

“أبي أعظم مني”

 معنى آية "أبي أعظم مني"

آية "أبي أعظم مني" الموجودة في يوحنا 14:28 هي واحدة من الآيات التي يتم الاستشهاد بها في النقاشات حول ألوهية يسوع المسيح. يستخدمها البعض للإشارة إلى أن يسوع ليس بالله لأنه يقول إن الآب أعظم منه. ومع ذلك، يفسر علماء اللاهوت المسيحي هذه الآية ضمن سياقها الكامل والعقيدة المسيحية بشكل عام.

في المسيحية، يُفهم أن يسوع، في حين كان على الأرض، أخلى نفسه وأخذ صورة عبد، كما ورد في فيلبي 2:6-7. هذا يعني أنه في حالته البشرية، كان يسوع يعيش ضمن القيود البشرية ويعمل تحت سلطان الآب السماوي. لذلك، عندما يقول "أبي أعظم مني"، فهو يشير إلى دوره ومكانته في الاقتصاد الخلاصي كالمسيح المتجسد، وليس إلى نقص في ألوهيته.

يؤكد المسيحيون أن الأقانيم الثلاثة في الثالوث القدوس متساوون في الجوهر والألوهية، لكن لكل أقنوم دور مميز في عمل الخلاص. الآب هو المصدر، الابن هو الوسيط، والروح القدس هو المُحيي والمُعزي. لذلك، تُفسر هذه الآية ضمن إطار العلاقة الأبدية بين الأقانيم وليس كدليل على عدم ألوهية يسوع.

فهم آية "أبي أعظم مني" في سياق العقيدة المسيحية

"أبي أعظم مني"

لفهم آية "أبي أعظم مني" في سياق العقيدة المسيحية بأكملها، يجب النظر إلى مفهوم الثالوث وعقيدة التجسد. الثالوث يعلم بأن الله واحد في الجوهر وثالوث في الأقانيم، وهذه الأقانيم هي الآب والابن والروح القدس. كل أقنوم يحمل الجوهر الإلهي كاملاً ومتساويًا مع الأقانيم الأخرى، لكن لكل أقنوم دور مميز في العمل الإلهي.

عندما نأتي إلى عقيدة التجسد، نجد أن المسيحية تعلم بأن الأقنوم الابن، الذي هو الكلمة، أخذ جسدًا بشريًا وصار إنسانًا في شخص يسوع المسيح. في حالته البشرية، عاش يسوع تحت القيود البشرية وكان خاضعًا للآب. هذا الخضوع لا يعني أن الابن أقل ألوهية من الآب.

لذلك، عندما يقول يسوع "أبي أعظم مني"، فهو يتحدث عن وضعه كإنسان خاضع للآب، وليس كإعلان عن نقص في ألوهيته. هذا التواضع والخضوع هو جزء من السر العظيم للتجسد، حيث يتخلى الابن عن استخدام بعض صفات اللاهوت ليعيش كإنسان كامل، محققًا بذلك الفداء للبشرية.

في النهاية، يجب قراءة هذه الآية ضمن السياق الأوسع للكتاب المقدس والتقليد المسيحي الذي يؤكد على ألوهية يسوع ووحدانية الثالوث. العقيدة المسيحية تعلم بأن يسوع هو الله الكامل والإنسان الكامل، وهذا الفهم يساعد على توضيح معنى تصريحات يسوع عن نفسه وعن علاقته بالآب.    

عن الكاتب

ردود

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

ردود . أسأل والكتاب يجيب